هل الرياضة مفيدة للأطفال؟بواسطة : البلاغ
الجميع يعرف مدى فائدة الرياضة للجسم، الرياضة بصفة عامة مفيدة، حيث تساعد هذه النشاطات البدنية على النمو المتكامل للطفل لأنها تزيد من إمكاناته الحركية وتحسن توازنه العاطفي وثقته بنفسه،كما أنه تعلمه الحياة الجماعية وتطور علاقاته بالأطفال الآخرين، وتخرجه أحياناً من عزلته ووحدته، بعض الآباء يخافون على أطفالهم من تعلقهم بالرياضة وأنها تشغل معظم وقتهم وأنها قد تؤدي إلى فشلهم في الدراسة، وقد وجد أن ممارسة الرياضة بشكل متوازن ولمدة ساعة تقريباً يومياً تحسن النتائج المدرسية بالنسبة للأطفال، ولكن هل هناك مكان أو وقت مناسب وما نوع الرياضة التي يجب ممارستها؟
لا بد أن يتلاءم النشاط الرياضي مع عمر الطفل، فالرضيع مثلاً لديه حب اكتشاف السيطرة على الجسم والمحيط به، فيما بعد تصبح الرياضة ألعاباً جماعية لها قوانينها وتقنياتها، وقبل ممارسة أي نوع من الرياضة يجب علينا مراقبة الطفل والتأكد من صحته بشكل عام لا يستطيع الطفل في المرحلة العمرية الأولية له ممارسة التمارين الرياضية العادية التي من الممكن أن يقوم بها أي شخص غير محترف، لعدم توافر القدرة الجسمانية والتحمل لصغر سنه ... لكن هذا لا يعني أن يعيش حياة ساكنة بلا حراك وممارسة الأنشطة.
يعتبر من السهل نقل إجماع أكثر رجال التربية على أهمية اللعب والحركة،
ودورهما الهام في تنمية قوى الطفل، الجسمية، والعقلية، والخلقية، والاجتماعية.
ففي مجال التنمية الذهنية للطفل: (أثبتت الأبحاث أن الأطفال الذين تكون لديهم الإمكانات والفرص للعب تنمو عقولهم نمواً أكثر وأسرع من غيرهم ممن لم تتح لهم هذه الفرص وتلك الإمكانات .
وفي مجال تنمية القوى الجسمية وتنشيطها، فإن لعب الأطفال يكسبهم مهارات حركية: فالقفز، والجرى، والتسلق، والتسابق وغيرها من النشاطات الجسمية يكتسب منها الطفل قدرات حركية، إلى جانب أن اللعب يساهم مساهمة كبيرة مع الغذاء في زيادة وزن الطفل وحجمه ويساعد على نمو أجهزته الجسمية المختلفة.
أما من الجانب الاجتماعي والخلقي فإن ممارسة الطفل للعب وسط مجموعة من الأقران، يساعده على التكيف الاجتماعي وقبول آراء الجماعة، وإيثارها على النفس، والتخلص من الأنانية وحب الذات، إلى جانب ظهور القيادات بين الأولاد، وتعلم أساليبها وطرق ممارستها.
- فالممارسة الرياضية في وقت الفراغ من أهم العوامل التي تعمل على الارتقاء بالمستوى الفني والبد
ني،وتكسب القوام الجيد،وتمنح الفرد السعادة والسرور والمرح والانفعالات الإيجابية السارة،وتجعله قادراً على العمل والإنتاج،والدفاع عن الوطن،وتعمل على الارتقاء بالمستوى الذهني والرياضي في إكساب الفرد النمو الشامل المتزن.
- فمطلوب الاهتمام بالتربية البدنية السليمة والنشاط الرياضي من أجل صحة أطفالنا وصحة عقولهم وتفكيرهم وذكائهم.
فبمجرد أن يتعلّم الطفل المشي يبدأ في الجري وراء الكرة، يتسابق مع نفسه ويـحاول جــاهداً ركـوب العجلة، والقفز في حمّام السباحة.
إن فوائد الرياضة لا تقتصر على تحفيز طفلك على النشاط والديناميكية وتنمية عظامه وعضلاته، بل تمتد لدفعه إلى تعلّم كيفية تحديد الهدف والمبادرة والالتزام والعمل الجماعي.
وثمة عوامل تحدّد استعداد طفلك إلى ممارسة الرياضة، وتتعلّق في سنّه ومدى نضجه سواء الجسدي أو النفسي أي مدى قدرته على العمل ضمن فريق وإتباع التوجيهات، بالإضافة إلى قدرته على تحديد اهتماماته.
ويمكن أن تحفّزي طفلك ابتداءً من سن 3 سنوات على ممارسة الرياضة البعيدة عن المنافسة كركوب الدراجة أو الرقص أو الجري أو القيام ببعض تمارين الجمباز. أما في سن 5 سنوات فغالباً ما سيكون طفلك قادراً على القذف والجري والقفز، ولكنه سيجد صعوبة في متابعة الأشياء وتقدير المسافات أو حتى لقف الكرة جيداً. وهذه السن مناسبة أيضاً لكي يبدأ طفلك في تعلّم السباحة.
وحتى لو كان طفلك صغيراً، يمكنك التعرّف من خلال بعض الدلالات إلى الرياضة التي تمتعه، ومن ثم ملاحظة كيف يقضي وقت فراغه في البيت: هل يستمتع بالقفز والتسلّق أو الحركة بواسطة يديه أو رجليه أم يفضّل الأنشطة التي تمارس خارج البيت كالسباحة واللعب بالكرة؟
وفي هذا الإطار، يجب على الأبوين أن يتركا الطفل يجرّب أنشطة عدّة إلى أن يستطيع تحديد النشاط الذي يفضّله. ومعلوم أن الطفل لا يولد محباً للرياضة، ولكنّه بالطبع يتمتع بمهارة معينة يجب أن نحاول اكتشافها. لذا، دعي طفلك يجرّب وكوني صبورة إذا ما وجد صعوبة في اختيار رياضة معينة أو الالتزام بها، فكثيراً ما يحتاج الأمر لتجارب عدّة.
وفي سن صغيرة، لا يمكن التمييز بين رياضة خاصّة بالصبيان وأخرى خاصة بالبنات، فإذا أرادت طفلتك أن تلعب كرة القدم أو إذا رغب ابنك في لعب الجمباز اتركيهما يفعلان ما يريدانه، واجعليهما يشعران أنك ...